مصرية حتى النخاع، منذ 28 عاماً هاجرت مع أسرتها إلى الولايات المتحدة وعمرها لم يزل 5 سنوات، هى الأخت الكبرى بين ثلاث بنات يعشن فى البلدة نفسها، اقتطعت لنفسها منزلاً صغيراً فى ضاحية واشنطن دى سى تعيش فيه مع زوجها الأمريكى ذى الجذور المصرية "محمد" الذى يعمل طبيباً بشرياً، وولديها طارق وجبريل.
منذ ما يزيد على عشر سنوات تخرجت فى جامعة هوبكنز الأمريكية كباحثة متخصصة فى الهندسة الكيميائية، إلا أنها سرعان ما اختارت مجالاً ثانياً لإكمال دراستها، فحصلت على الماجستير فى إدارة الأعمال، ثم كان التحول الكبير عندما قررت أن تتخصص فى الدراسات الإسلامية، لتتدرج فى أماكن ومناصب مختلفة، حتى تصبح المدير التنفيذى لمركز جالوب للدراسات والاستطلاعات، ليختارها الرئيس الأمريكى باراك أوباما لتكون مستشاره الخاص بالشؤون الإسلامية، وتصبح "داليا مجاهد" أول امرأة مسلمة محجبة تدخل البيت الأبيض لتتولى هذا المنصب الرفيع.. التفاصيل نقرؤها فى حوار المصري اليوم..
كيف تم اختيارك لهذا المنصب؟ |
إدارة أوباما حريصة جداً على الاستماع للمسلمين |
أولا أنا لم أكن أتوقع أبداً أن أشغل منصباً رفيعاً مثل هذا، ولم أسمع أيضا عن تشكيل مجلس المستشارين الخاص بالأديان الذى قرر الرئيس باراك أوباما الاستعانة به، وبالتالى فقد كانت خطوة غير متوقعة وبدون أى حسابات خاصة من ناحيتى.
ولماذا وقع الاختيار عليك بالتحديد؟
لا أعرف، ولكن فى أحد المؤتمرات التى عقدها مركز جالوب مؤخرا، كان بين الحضور مسؤولون من الادارة الجديدة، وقال لى أحدهم بعد الاجتماع إنه سعيد جداً بما نقدمه من دراسات واستطلاعات، وأنهم سيسعون للتعاون معنا.
هل كان حجابك عقبة فى دخولك البيت الأبيض؟
إطلاقاً.
فى رأيك.. ما الذى يدفع أوباما لتشكيل ما يسمى "مجلس المستشارين"؟
إدارة أوباما حريصة جداً على الاستماع للمسلمين أكثر من أى إدارة سابقة، والجميع يشعر بذلك منذ لحظاته الأولى، واختيارى لهذا المنصب يؤكد ذلك.
هل قابلت أوباما؟
ليس بعد.
ما الذى تسعين لتقديمه من خلال منصبك الجديد؟
أسعى لتقديم كل خدماتى لبلدى.
مقاطعًا: مصر أم أمريكا؟
تضحك وترد بحسم وبلكنة إنجليزية واضحة: الولايات المتحدة الأمريكية؟
وماذا أيضاً؟
أسعى أيضا إلى أن ألعب دورا مهماً فى تحسين صورة دينى، وبالتالى فإن الفكرة الأساسية هى إعطاء الفرصة لكل المسلمين فى جميع أنحاء الأرض للتحدث والتصريح بشكواهم وتقديم أفكارهم .. باختصار دورى يتلخص فى إعطاء الفرصة للناس العاديين للتحدث دون أن يتحدث أحد باسمهم.
لك كتاب يتحدث عن الفكرة نفسها..
|
أول امرأة مسلمة محجبة تدخل البيت الأبيض |
نعم .. اسمه "من يتحدث باسم الإسلام"، وبالمناسبة هذا هو الكتاب الوحيد الذى ألفته بالتعاون مع البروفيسور جون.ل.اسبيسيتو أستاذ الدراسات الإسلامية والأديان بجامعة جورج تاون، وتم نشره وطباعته بعدد من اللغات الأجنبية، وسوف تقوم دار الشروق بنشر الطبعة العربية منه فى حزيران المقبل.
السبب الثانى هو البحث عن حلول للدول المسلمة، والنظر لمشكلاتها كحلفاء يستحقون المساعدة وليس كإرهابيين تجب تصفيتهم، والمسلمون بطبيعتهم يحبون أن يكونوا شركاء فى اتخاذ أى قرار يخصهم، لا أن يساقوا دائما كيفما تختار إرادة القوى العظمى، وهذا هو الهدف الذى أسعى لتحقيقه.