عيون لا تجف من البكاء

في هذا اليوم حدث قصة يتقطع لها القلب في أحد المستشفيات الكبرى في مدينة الرياض
وأحببت أن أروي لكم أحداثها مما رأيت وسمعت




... القــــصة ...
في صالة الانتظار وفجأة أسمع صوت أنين مجهش بالبكاء الحار
ألتفت الجميع لمصدر البكاء فإذا بها إمرأة كبيرة في السن جالسة في الممر

وتضع يدها على وجهها وكأنها تمسح دموعها وعصاتها بجانبها

وقد أسندتها على الجدار وهي في حيرة من أمرها مرة تنظر الى اليمن
ومرة تنظر الى اليسار وكأنها تبحث عن شيء ..


قام أحد الشباب وسألها: وش فيك ياوالدة عسى ماشر ؟

وردت بصوت متقطع: أنا جيت مع صاحب التكسي والله ماعندي ريال ودفع عني واحد
الله يجزاه كل خير حساب التكسي ولي ساعة هنا ماأدري وين أروح بهالورقة

وأعطت الشاب الورقة وفتح الشاب الورقة وهي عبارة ورقة موعد مراجعة للعلاج

والمدهش في الامر أن الموعد قد فات له عدة أسابيع

ونظام المستشفى إذا فات الموعد يرجع المريض يحدد موعد جديد وينتظر
شهرين على الاقل حتى يصل تاريخ الموعد ...

رجع الشاب لنا في صالة الانتظار وقال : ياناس الحرمة ذي موعدها مخلص له فترة والمسكينة ماتدري عنه

قمنا لها وسألنها :ياوالدة ما عندك أولاد يراجعون فيك المستشفى للمواعيد


وهنا الاجابة التي يتقطع لها القلب


ردت ببكاء قالت: عندي ولد ساكن في الدور الثاني في البيت
ومن تزوج مايدري عني وهي تدعي له بالصلاح وقد قالتها وهي تبكي بحرقة
تجمع الرجال اللي في صالة الانتظار وقالوا: ومن اللي جابك للمستشفى ؟
قالت :جيت مع التكسي ودفع عني واحد وهي تدعي له ( شوفوا حتى فلوس ماعندها )
وسأل شاب العجوزة : ألحين وين ولدك ...

قالت :راح لعملة
سألها الاخر قال :يدري ولدك عن مواعيدك في المستشفى

وهنا الاجابة التي تبكي العين لها ...

قالت : مايدري عني .. ومع هذا كله تدعي له بالصلاح ( شوفوا قلب الام كيف )
وسألها واحد : ماعندك أحد من جماعتك والإ جيرانك يراجع فيك


وهنا كانت الاجابة التي تدمي القلب


قالت: أنا في بيتي وعايشة على صداقات الجيران
وجارنا جايب لي خدامة على حسابة وقامت تدعي له بالخير
( شوفوا هذا وولدها ساكن في الدور الثاني )


والكل يقول لاحول ولا قوة الا بالله
قام أحد موظفي المستشفى عندما رأى تجمع الناس
يسأل :وش اللي صاير وعلموة بالسالفة ودمعة عينة

وراح جاب لها عربية نقل خاصة بالمستشفى وأستأذن من زملائة وقال :أنا راح أخلص أمور هالحرمة


وقام الحضور بالدعاء له


وعند خروجي من المستشفى رأيت الموظف واقف ومعه هالعجوز المسكينة عند باب الطوارئ
فسألته :وش سويت؟

قال :خلاص خلصتنا من الدكتور وصرف الادوية
والان راح أخذ أسم ولدها وأتفاهم معه عسى قلبه يلين على أمة
ويبرها في نهاية عمرها
والمرأة العجوز تدعي لهذا الموظف وهي تبكي وتمسح دموعها



... السؤال ...



وش تساوي هالدنيا وما فيها أمام دمعة أم عاجزة
هدتها السنين في تربية هذا الولد في صغرة فماذا فعل لها عند الكبر ؟؟؟