emy Power ArabaWy
الوسام : النوع: : القسم المفضل: : المنتدى الاسلامى تاريخ التسجيل : 07/09/2009
| موضوع: هكذا كانت.. وكان! الجمعة يناير 22, 2010 10:36 am | |
|
جميل ان نحكي ونتحاكي عن الحب والأحباب وننقب في أغوار النفوس المضيئة عما نضئ به الحياة, والأجمل ان نعلم ونتعلم من هذه النفوس ان هناك أناسا سيكونون حجة علي الآخرين في الاخرة, كانوا يدعون انهم بشر ظلموا نفوسهم. | |
| وأظلموها لأنهم لم يحسنوا لأنفسهم كالمحسنين, ولم يتعظوا من حال كل محروم ومبتلي زاده الابتلاء صبرا وطاعة لله ولم يزده سخطا أو ضعفا ومبررات للإساءة لنفوسهم ولغيرهم. ففي قصص الحب المنزه عن كل غرض والمتسامي علي أي اهواء أو غرائز في ادني صورها البشرية وان كانت تستأنس بصوت الحبيب أو تتقاسم معه شربة ماء أو طعاما أو حديثا أو حتي مشاجرة فيملأ حياتك صخبا وضجيجا, فما اصعب سيدي ان تجد الماء ولا تستطيع ان تشرب, وما يزيدك ألما, وعطشا انه عليك ان تهتم بتنقية هذا الماء ونظافته دون أن تقربه. هكذا كانا هما.. هي طبيبة وزوجها مهندس كانا يعيشان حياة هادئة مستقرة يملؤها الايمان والحب في الله ولله والاقتداء بنبيه والسعي في خدمة المحتاجين والفقراء. لهم من زينة الحياة4 زهرات صغيرات هن الآن آيات في الخلق والتدين والتفوق فهن جميعا ورغم ظروفهن من أوائل محافظتهن. كانت الزوجة ـ ومازالت كما أحسبها ولا أزكي علي الله احدا ـ مثلا يحتذي في الايمان والزهد, وان كان في هذا الزمان كصاحبيات كصاحبيات رسول الله لقلت انها هي واحدة منهن. فهي ومن قبل ما حدث للزوج لا تأكل من الطعام إلا ما يقيم القد وان سألتها ماذا تفعلين لو تزوج عليك زوجك وحبيبك فتجيبك ان من هو خير منه تزوج علي من هي افضل مني, تأسية بسيد الخلق والسيدة عائشة. اعرف عنها انها صوامة قوامة مؤمنة حتي جاءها ابتلاؤها وابتلاؤه علي قدر عزيمتها, فعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم, كما ان اكثر الناس ابتلاء الانبياء ثم الامثل فالأمثل كما قال الحبيب وما سمعت عن مثله ابتلاء بين البشر في زماننا هذا... وقع الزوج ولم يسقط.. غاب ولم يمت.. نامت جوارحه ولم تغفل نفسه أو روحه.. هدأ الجسد ولم تسترح الروح.. فكان أيوب هذا الزمان.. عشر سنوات يا سيدي رقد علي فراشه هذا الزوج يفتح عينيه حينا ويغمضها احيانا لا ينطق ولا يتقلب ولا يتحرك, ولايدري الاطباء أيشعر أم لا بعد ان اتلفت الجلطة خلايا المخ ولم تتلف روحه أو نفسه فكانوا يرجحون انه لا يشعر. عشر سنوات يا سيدي وهذه الزوجة الصابرة الصامدة تقلبه في فراشه كل نصف ساعة حتي لا تصيبه قرحة الفراش مما أثار عجب الاطباء حيث انهم كانوا لايصدقون ان هذه حالة الجسد الساكن عشر سنوات من فرط نظافته وسلامة جسده. عشر سنوات يا سيدي تذهب به كل يوم للاستحمام والاغتسال. عشر سنوات وهذه الزوجة الشابة تحكي له كل ليلة احداث اليوم ومشكلات البنات واعباء الحياة وتقسم بأنه يشعر بها برغم ان الطب لايعترف, لكن دموع عين الزوج التي كانت تنساب علي خده بين يديها تشهد له ولها. ورغم كل هذا فهي تمارس مهنتها كطبيبة ومهامها كأم ولم تقطع مساعدتها ومشاركاتها للمحتاجين والفقراء وكانت تحثنا وتذكرنا وتجمع اموال الزكاة والصدقات لتعيد توزيعها علي المحتاجين. عشر سنوات لم تشتك ولم تيأس من شفائه وما قصرت أو تهاونت في حق الزوج الغائب الحاضر وكانت تقول سيعود يوما للحياة. عشر سنوات صبر ومثابرة حتي توفاه الله منذ ايام فذهبت الي امها المريضة لتواسيها في زوج ابنتها وتصلي لله وتدعوه ان يغفر لها ويسامحها ان كانت قد قصرت في رعايته, والاهتمام به والترويح عنه. لا اعرف ان كانت هذه الزوجة من البشر ام اننا نحن لسنا بشرا, فها هي زوجة شابة مؤمنة محبة مخلصة ووفية لم تضعف ولم تتنصل لزوجها, وماسمعت انها شكت او تململت بل دائما هادئة مستبشرة حتي وقتنا هذا, وحتي بعد وفاة الزوج الذي توفي منذ ايام بعد عشر سنوات: صبر ممزوج بأمل العودة للحياة. ولا اعرف أأسأل قراءك ان يدعوا لها ام أسألها هي ان تدعو لنا ولقراء بابك, كل ما اعرفه حقا انها ستكون حجة علينا يوم القيامة ان كان في زماننا مثل تلك المرأة, وكان هذا ابتلاءها وصبرت ورضيت واحسنت, وامثالها كثيرون من المحرومين المحسنين, فطوبي للصابرين والراضين علي الحرمان المستبشرين بعفو الرحمن, ويا أسفي علي كل نفس ضاعت واضاعت علي منح الله لها, من سخط وسوء تصرف وبعد وإبعاد عن طريق الله. * سيدتي.. هذه المرأة الرائعة ستكون حجة لنا كما هي حجة علينا, فتلك النبتة الطيبة لم تأت من أرض بور, بل أرض خصبة معطاءة, كريمة رحيمة, وإلا ما كانت ودعت وأودعت حبيبها وسارعت إلي أمها المريضة لتسترضيها وتواسيها.. ما الذي يمكن ان تخلفه هذه الزوجة العظيمة, الصوامة القوامة, في نفوس بناتها؟ ما الذي يمكن ان تخلفه وهي تراعي زوجها المريض, الغائب عن كل الناس إلاها, تحممه وتقلبه وتهمس له حبا وولاء وتتابعه بأخبار البيت والبنات, وتستأذنه فيأذن لها بلغة لا يسمعها ولا يفهمها إلا هما, لترعي مرضاها وتحن علي فقراء الله وتحض علي الخير والإحسان. هذه المرأة ـ ياسيدتي ـ حجة لنا, أن من بيننا, محبين, خيرين, يراعون الله ويحبونه, فينجيهم سبحانه وتعالي ويمنحهم الفرص لجني الخيرات والحسنات, وليكونوا لنا أملا, فمن منا لا يريد أن يكون مثل هذه المرأة الرائعة؟ من منا لا يتمني كل هذا الصفاء والعطاء والرضاء والحب؟ من منا لا يبكي علي نفسه التي تغويها الدنيا فتحرضه علي الفسق والعصيان, فيما طريق الهداية علي الرغم من صعوبته, يبدو حلما قريبا لمن يتلمس العفو والمغفرة من الرحمن الرحيم, ويجعل من هذه المرأة طاقة نور في زماننا, ويهفو إليها ويسعي أن يكون مثلها, فلندعوا لها جميعا بظهر الغيب أن يرحم الله زوجها ويغفر له ويمنحها الصبر, ولتدعو هي لنا فنحن الأحوج إلي دعائها ومن هن مثلها في حياتنا ولا نشعر بهن. | |
|
m.b.i.h المشرفين
مصدر تواجدك؟ : من صديق النوع: : القسم المفضل: : قسم الاغانى والكليب تاريخ التسجيل : 21/10/2009
| موضوع: رد: هكذا كانت.. وكان! الجمعة فبراير 26, 2010 12:02 am | |
| نعم وهكذا دواليك حلوة يااايمى | |
|