العلاقه الامريكيه – الايرانيه وجهان لعملة واحده بقلم احمد عثمان

تنشغل العاصمة الامريكيه فى هذة الايام بالتحضير للحوار الامريكى الايرانى المتوقع انعقادة فى الفترة القادمه ويمكن تلخيص العلاقه الامريكيه الايرانيه الجديده انها تدور حول اعتراف امريكا بمصالح ايران فى المنطقه .كما انه هناك اعتراف امريكى بالدور الايرانى فى منطقة الشرق الاوسط و ألا لما سمحت الولا يات المتحده للايرانين بالتوسع باجندتها السياسيه فى منطقة الشرق الاوسط.

وهذا الاعتراف الامريكى يعود الى أن أمريكا تدرك ان لايران حق فى منطقة الشرق الاوسط ومنه ينبثق التوافق السياسى حول العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين .
حيث نجد ان ايران ما زالت تدعم طالبان والقاعدة فى افغانستان وباكستان وهذا الامر الذى نرفض ان تفهمه الدول العربيه المعنيه بالصراع مع ايران.
وهذا بالطبع يعود الى ان ايران ما زالت تدعم حتى اعداءها من الطائفة السنيه بحجة انهم يحاربون امريكا ولأن ايران ترى نفسها دولة قوميه فهى تستخدم التشيع فى بعض الدول لمصالحها وعند اذن يخدمها هذا التشيع الذى تسنخدمه كورقه لتقوى بعض الشيعه فى الدول العربيه للمطالبة بفصل مناطقهم عن مناطق الدولة وهذا ما جرى فى البحرين وما يجرى حاليا فى لبنان الذى يعتبر خير دليل على ذلك الطرح و ما يجرى ايضا فى فلسطين من خلاف متعمد من بعض الاطراف المواليه لايران و ليست بعيدا عنه المصالح الايرانيه لاستخدامها كاوراق ضغط فى المنطقه ولا يمكن التوصل لاى اتفاق وحدة وطنيه لا فى لبنان ولا فى فلسطين دون الموافقه الامريكيه الايرانيه على اساس مصالحهم المشتركه.
وبالطبع لا ياتى هذا التوافق الايرانى من فراغ فهناك فريق مكون من المثقفون والمعتدلون فى ايران يدعوا الى بناء علاقات مع امريكا واسرائيل ونجد ان انظام الايرانى قد سمح لهذا الفريق بالتواجد والتوجه فى الساحه لايرانيه للابقاء على المصلحه الايرانيه.

ولقد وضع الملف النوى الايرانى جانبا واعطيت الاولويه فى المفاوضات الى القضايا الامنيه فى المنطقه بالتوازى مع شراكه امريكيه ايرانيه وبالنفوذ والسيطره على خيرات المنطقه.
ونجد ان رسالة النيروز التى أرسلها الرئيس لامريكى باراك اوباما الى ايران خير دليل على اشارات التفاهم والموافقه على بدء المفاوضات الامركيه الايرانيه.

واذا اردنا التدقيق فى الية الحوار سنجد ان هناك توافق ايرانى أمريكى حول افغانستان والعراق وامن الخليج دون شروط مسبقه امريكيه وايرانيه لان المصلحة المشركة للطرفين موجوده اما نقطة الخلاف الوحيدة الموجودة لدى الطرفين والتى ربما يتعرقل الحوار بها هى القضية الفلسطينينه – الاسرائيله والتى تعتبر قضية حساسه بالنسبه للايرانين الذين رفعوا شعارات متعددة تختلف فى المضمون الداخلى للسياسه الايرانيه.

ونجد ان اللقاءات الامريكيه الايرانيه فى لاهاى حول افغانستان هى بدات بالفعل وربما تؤدى الى لقاءات جانبيه ومهمه لترتيب المزيد حول الامور الاساسيه الاخرى وخاصة ان الرسالة الامريكيه الاخيره تقول بان الوقت قد حان لفتح صفحة جديده فى العلاقات بين البلدين و لوضع 30 عاما من عدم الثقه جانبا و بناء علاقات جديده بين البلدين.

وتعود المفاوضات بين البلدين الى المصلحة الامنيه للطرفين لان الهاجس الامنى له اولويه قصوى وتريد ايران ان تعى المفهوم الامنى الذى تفكر به امريكا تجاهها وتجاه المنطقه ككل وما هى الترتيبات الامنيه التى تريدها امريكا فى المنطقه.
وايران تتوقع دمجها فى الترتيبات الامنيه الامريكيه وان يكون هناك احترام لمصالح ايران الدفاعيه فى المنطقه وتعتبر ايران انها يجب ان تكون ضمن كل القرارات الامنيه الامريكيه الرئيسيه التى تتخذ فى المنطقه.
وهذا يشير الى ان هناك ترتيبات امنيه واستخباراتيه اقليميه بين امريكا وايران تتخطى الموضوع النووى وهذا يعنى الى ان ايران تريد ان تعرف هل يمكننا الحصول على كل الترتيبات الامنيه ام بعضها خاضع للتفاوض.
وهنا يجدر بنا ان تنوجه بسؤال مهم هل يمكن لامريكا ان تضم ايران للمنظومه الامنيه فى النمطقه؟؟؟

ولكن هنا يجدر بنا القول ان الامريكان لن يستطيعوا ممارسة سياسة ناجحة فى المنطقة الا اذا جلبت ايران الى هذا المخطط وامريكا تدرك انها لا يمكنها ان تحقق استقرار فى العراق وافغانستان ولبنان وفلسطين ودول الخليج دون الوجود الايرانى .
وهذا أن دل دل على اعتراف امريكى بالسيطرة الايرانيه على منطقة الشرق الاوسط ومن هنا نعلم ان الامريكان يريدون مشاركة ايران لا كف يدها عن المنطقه لانهم لايستطيعون تحقيق شىء دون المشاركة الايرانيه لان يجب الاخذ بعين الاعتبار القلق الايرانى حول بعض الامور بعين الاعتبار لان الاهتمامت الامنيه لدى مرشد الثورة الايرانيه لا تتعلق بالهجوم العسكرى ضد ايران بل قله بل الاساس من محاولة امريكا نسف وزعزعة النظام الايرانى امنيا وهناك حاجة امنيه لتهدئة مخاوف خاميئنى الذى اعتقد لثلاثون عاما مضت ان امريكا لا تريد تغير تصرفات النظام فى ايران بل تريد تغير النظام باكمله وانها تريد عودة ايران لعودة العميل فى المنطقة التى كانت سائده ان ذاك فى عهد الشاة ولهذا جاء الرد الايرانى ان ايران تريد ان ترى تغيرا جذريا فى السياسه الامريكيه تجاة ايران وليس بالكلام فقط.
بالاضافة الى انه هناك العديد من القضايا الثنائيه بين امريكا وايران التى سوف يجرى التباحث حولها وقد رحبت امريكا بوضوح بالاستعداد للمناقشة دون شروط مسبقه ونجد هنا ان امريكا كانت وما زالت دائما على استعداد للمناقشة مع الايرانين دون شروط مسبقه حول القضايا لاقليميه .